سفر الفقير له معاني كثيره
وعواقب كثيره،ولاكن الضروره تدفعه لسفر،الفقير قد يسافر ولا يستطيع أن يعود،قد يسافر وعندما يعود يتغير الحال الذي سافر عنه،رحله الفقير ان صح التعبير كالمركب الشراعي يسير في إتجاه الرياح ،والهواء يأخذه في اتجاهه،الفقير لا يستطيع أن يسير عكس تيار الريح فإمكاناته ظعيفه محدوده،بمركبه لا يوجد محرك وإنما يصبر متأقلما مع الطبيعه،لسان حاله يقول إن أعطيتني شيأ سآخد وان لم تعطيني سأتم ساكت،لم أطلبك حتى لو كنت أخي أخاف تردني،سأحتفظ بعزة نفسي لعلها في نظركم ترفعني،عسا الأقدار بجناح الأمل والعطف تظمني،آمنت بقدري ومكانتي فليس لدي خيار،استسلمت للواقع.. عندما نتكلم عن السفر دائما تدور في ذهني فكرة سفر الفقير،لأن الغني سفره أمر طبيعي،فقد يكون ليس هناك سبب مقنع لسفره فقط أهم شيء أنه يصرف شيئا من نقوده ليأتي غيرها،أما الفقير بالطبع سيكون مظطر للسفر وسفره له معاني وأوجه عديده،في هذا الإطار تذكرت قول صديقي العزيز أبو على رحمه الله وحسن مثواه عندما قال:.تارك العيال لا عم ولا خالي..قد يكون لم يتركهم بدون من يأويهم لو لم يكن فقيرا،لو كان لديه إستطاعه كان سيأخدهم معه أو يوفر لهم شيئا....السفر للفقير كالحرب،يأتي فجأه قبل أن يتمكن لأخذ إحتياط لتلافيه،قد يكون الفقير في حاله مستقره أو شبه مستقره في بيته بين عياله،فيأتيه خبر ما ليسافر ولايجوز أن يسافر أحد بدله،أو قد تشتد الحاجه فيسافر للعمل،والسفر لتحسين المعيشه قد يصيب مرة وقد يخيب مرات،سفر الفير قصه حزينه،و سفر الفقير لحن أغنيه حزينه تعزف بأوتار موازنه بدقه لتميل للحزن،و سفر الفقير لوحه يرسمها الرسام بألوان تشبه ألوان الغروب لتبين حزنها،فيتخيل الناظر أن اللوحه تبكي تتصاقت دموعها وأوراق القصه كأنها كأيبه ضعيف القلب لا يستطيع متابعتها،وإذا عزفتها بعود لبكت أوتاره حزنا... قد يكون في سفره فيصله خبر مؤلم،ولم يستطع فعل شيء،أو العوده فليس لديه إمكانيه ليعود،هنا يستسلم لأمر الواقع،يقول حصل الذي حصل بذاهابي ماذا أفعل...المسافر حاله خاصه إن كان فقيرا،كحالة المريض او به حاله مرضيه،أو كالمعاق الذي لا يستطيع الاستمتاع بحياته،أو كالسجين ليس بين أهله ويحس بحرمان من عدة أشياء متاحه لغيره.يقصف الشاعر سفره خلال الدنيا :سفري بعيد وزادي قليل وضعفت قوتي....هذي الدنيا صح رحله وسفر كبير والكلام به يجب أن يتحدث به من هو لديه خبره ومعرفه أكثر مني،ليعير كل جوانبه إهتماما مناسبا،أما بالنسبه لوضوعي فيتحدث عن السفر في الدنيا من بلد لبلد آخر،طلب في الكسب أو ماشابه...كان الأهل في السابق يكثرو من السفر للعمل للسعوديه(الدمام)وكان لهم ذكريات وآلام وجراح،والبعض فضل العيش هناك ولم يعد،وكان سكان الساحل الجنوبي يسافرون الى جنوب أفريقيا وزنجبار لغرض التجاره وكان لهم ذكريات وأحزان وجراح والبعض لا يعود ربما غرقو في البحر،وبعضهم قبض عليهم القراصنه وقتلو كبارهم أما الشباب فباعوهم في أسواق الرقيق،وأخذو أموالهم كان بعض الذين يسافرو بحرا لا يعودو،إنها مآساه وكان أحيانا يأتي أشخاص من الخارج ليعيشو،وكان السفر لبلاد الهند والعراق والشام والصين للتجاره شاعا لسكان سواحل شمال عمان..السفر هو سفر مهما تغير الزمن ومهما دارت السنين يبقى السفر مؤرقا ومقلقا للفقير،ساعدك الله يافقير ووفقك في سفرك وأعادك سالما غانما لأهلك،لقد أحزنتنا بسفرك ولم يكن هذا بيدك.