مذكرات دهج( قليلاً من الرعب)
يحكي هذه القصه أخو الشخص المذكور اسمه في العنوان،وهو يقول: في الأيام التي كانت تهطل فيها الأمطار بغزاره كنا لا نذهب الى المدرسه وتهيب الجده بعدم المخاطره بعبور الوادي،فهطلت اليوم أمطار لم تكن بتلك الغزاره بعد الضهر قلت غزارتها فخرجنا لنشاهد بعض ما فعله المطر حتى وصلنا الى الوادي،كان جريانه خفيفا،فبادرنا بأن نعبره لنذهب بإتجاه الجبل فعندما تعدينا نصف الوادي بقليل وقع الدهج وكاد أن يسحبه الواده فأخذ يمشي بإتجاه مرتفع ليس كبير جدا(هو شبك حجاره تشكلت على شكل جزيره تتسع لشخص واحد)فقاوم أن سحب الماء حتى وصل ذالك المكان فصعد به ليس مرتفع عن مستوى ميشاه الوادي سوى قليلا،فتماسكنا وذهبنا له،فوجدناه وكأن به دوار وهو خائف ومتمسك بيديه ورجليه كان جالسا،عندما وصلنا اليه أمسكنا بيده وكدنا أن نخرجه لولا أنه متمسك بذالك الشيئ بيده الأخرى،وأثناء ذالك بدأ المطر بالتزايد مجددا ثم لاحظنا الوادي يزداد كنت ماسك يده بقوه أحاول أن أسحبه ويدي الأخرى ماسك بها إبن جيراننا وأخي الآخر وأقول له: أترك ذالك الشيئ وتمسك بي ولاكنه قد يكون لا يدرك ما يفعله فحاولنا سحبه بقوه لتفلت يده الأخرى،فأفلتت يده بسهوله فقد كان متعبا ويده مبلوله فجررناه قليلا وحدث برق شديد الإظائه فجأه فكأنه توظح من خلاله هيكله العضمي فتركناه وفررنا هاربين وقطعنا الوادي بسرعه قبل أن يتزايد جريانه،،،
كان من الأقرب للدهج أن يعبر الوادي للجهة الثانه وأعتقد أن ذالك ما حصل فعلا ،ولاكننا لم نراه عندما عدنا الى المزرعه فقد كان جريان الوادي في تزايد مستمر حتى أصبح من الصعب عبوره حتى السيارات التي كانت على طرفيه توقفت ينتظر سواقها أن يخف الوادي وبينما نحن ننظر الى الوادي فإذا بسمره كبيره يقتلعها ويأخذها ليلقيها على أحد حوافه،ونحن ننظر من سطح غرفه بآخر مزرعنا قرب الوادي،فقال إبن الجيران:لقد مات دهج!!!
فقلت:لا حرام عليك،قد ينجو من هذه الأزمه!!
فرد قائلا:لا أعتقد أرئيت كيف إقتلع السمره وألقاها خارجا مابالك بدهج سوف تجدونه شرائح،،،،
فإنتظرنا ربما نراه ولاكن لاجدوى،ربما يقل جريان الوادي فنذهب باحثين عنه،ولاكن لا جدوى،فبعد اليأس والتعب والجوع ذهبنا البيت وكان الوقت قبل العصر فسألت جدتنا أين الدهج؟ فقلنا إنه في دورة المياه.قالت:أذهبتم الى الوادي وذهب معكم ولم يعد؟قلنا: لا لم نذهب ،ولاكن كأنها لم تصدقنا فقد ذهبت خارجا لأنها انتظرت ولم تراه خرج من دورة المياه،فكأنا تدري المكان الذي عبرنا منه الوادي وأخذت تنظر وتنظر لحسن الحظ أن الهطول قد توقف ونحن في البيت ونفكر في مصير دهج ونكر ماذا ستفعل جدتينا عندما تعرف الحقيقه،سوف تعرف عاجلا أو آجلا،وقبل الغروب وحلول الضلام بقليل،نادتني فذهبت عندها فقالت أنظر الى الجبل أترى ولد فوقه هاف أصفر وصديريه خضراء،هل هو الدهج؟فنظرت فرأيته،يصعد الجبل ولاكن بعيد لا يرانا والوادي لازال هائجا،فأخبرتها إنه هو دهج،فقالت:أرأيت وتقولون بأبنكم لم تذهبو الوادي !!حسبي الله عليكم.فجاء إبن الجيران مسرعا بيده ميكرسكوب(دوربيل)يقول رأيت دهج رأيت دهج،فقلنا رأيناه.قليل من الوقت فحل الضلام ولم نتمكن من رؤيته.فذهبت جدتنا الى الصلاه وأنا ذهبت الى البيت محتارا لا أدري ماذا سيحصل؟
عندما فرغت العجوز(جدتينا)من صلاتها عادت الى نفس المكان ولاكن لا ترى شيئا فالضلام دامس حتى النجوم لاتضهر بفعل السحاب،فذهبنا أو مررنا عندها وسمعناها كأنها تكلم أحد إعتقدناها تكلمه ولاكن إتضح أنها تكم نفسها.كان دهج فوق الجبل يمشي وهو جائع،بردان،أرهقه التعب لا يعلم أين يذهب في الضلمه فرآ ضوء فإتجه نحوه،فوجد كهف كأنه أوقدت بداخله نار فإقترب منه حتى وقف بجانب تلك الفتحه،فجاء رجل مسرعا فدخل هناك ملامح ذالك الرجل لم تكن غريبه فقد رآه من قبل،فدخل دهج الى الكهف ليتدفأ من البرد فوجد هناك بالداخل أشخاص كثيرين يجلسون ويمشون في مكان كبير بمنتصفه حفره كبيره بها نار كبيره لونها كأنه أحمر بها ألسنه كأنها بيضاء،فتوجه نحو أولائك الذين يجلسون جانبا يأكون شيئا عندما إقترب رآهم يأكلون لحم نيئ لم تلمسه نار، فجلس معهم ولاكن أحد لم يأبه به فسألهم:أليس لديكم لحم ناضج،فقالو له :هذا إذا أردت أأكل وان لم ترد فإتركه فقال لا أستطيع أن أأكله نيئ،فلم يهتمو به،بعد ذالك إلتفت أحدهم نحوه قائلا:هل أنت إنسان؟قال دهج:نعم!قال:بشر؟قال دهج:لا لست بشر أنا بخير!قال:كيف إنسان ولست بشر؟قال:إذا حد قال كيف حالك أقول بخير،قاله:أتعرف ماذا نحن؟قال دهج:ماذا؟قال:جن وسحره.قال دهج:زين .قال:جن وسحره إحنا! قال دهج :أيوه عارف عارف ألحين خبرتني!
قال:أقولك حن جن وسحره إنته ما تخاف؟ قال دهج:عادي ليش أخاف إذا ما تخافوني ما أخاف،كيف شي لحم ناضج؟ قالو له إذهب الى ذالك الرجل فأشار بيده الى شخص ضخم طويل مدين به شنب كبير(يدعى بو شنب)به كرش فذهب فوجده يأكل ثعبانا ضخما وبالثعبان عضام حاده كعضام السمك لاكن كبيره فكلمه الدهج فأراد أن يرد عليه فبلع عضما فأشار بيده الى الدهج أصبر!فخرجت مقدمت ذالك العضم من رقبته من ناحية الأمام فأمسك رأسه بيديه فإقتلعه ثم أماط العضم وأرجعه وشرب شراب أحمر كأنه عصير طماطم في إناء معدني فأكمله ثم فسح شفتيه بظهر يده،فقال: ما بك ماذا تريد؟قال دهج:أريد أكل ناضج غير نيئ أنا جائع،فنظر إيه ثم سكت فأخذ قطعه من الثعبان فقال تريد؟ فقال د:لا .فأخذ قطعة خشب فأوقد بها نارا من تلك الحفره فقربها من فمه فرشفها فدخلت بجوفه.فقال له:أتعرف فلان ذالك الشخص فأراه رجل كان يعرفه ولاكن لايعرف أنه يشتغل هناك.فرأه فقال د:نعم أعرفه فناداه الرجل الضخم فأتا فقال:خذ الولد وأطعمه،وأنظر بأمره،فأخذه الى مكان مجاور فأطعمه،ثم أعاده الى البيت وتركه عند الباب بعد وصاه بإلحاح أن لا يخبر أحد يما حصل وإن البوح بذالك سيهلكه ولن يهلكهم،فدخل الدهج البيت رويدا رويدا كي لا يحس به أحد بعد أن وجد الباب مفتوح ولاكن وجد جدته بإنتضاره فقالت:هل أتيت؟وهي تبكي.قال د:ألم تنامي؟قالت لم أستطع النوم قبل أن أراك،فسألته ماذا حدث؟فلم يخبرها وأنا أسمعهما ولاكنيأتظاهر كأني نائم،فقالت:ماذا حدث أخبرني.قال:لا،قالت:كيف أتيت؟فأخبرها بما حدث بكل التفاصيل ولاكن عندما وصل عند الشخص الذي أحضره كأنه نسي اسمه استكفى بوصفه دون ذكر إسمه ولاكنها لم تتمكن من معرفته من خلال الوصف.فقالت:تعشى ونعم غدا سنناقش موضوعك،فلم يتعشى إنما استكفى بشرب الماء ونام وفي الصباح لم نجده بل وجدنا شيئ آخر أشبه بالجثه ولاكن جدتنا لم تقتنع إنها جثه،وبحضور بعض المعارف والاقارب أقيم العزاء،وتمنى الحضور الصبر والسلوان للجميع خصوصا الجده،فأصيبت بحالها أفقدتها صوابها،بعد وفاة دهج أصبحت أحيانا كأنها فاقده ذاكرتها وأحيانا طبيعيه وأحيانا تتدعي أشياء لا أساس لها من الصحه وأحيانا تكلم نفسها وتزداد حالتها أثناء هطول المطر خصوصا اذا سال الوادي تذهب لتجلس بجانبه ولا تعود حتى يذهب أحد يحضرها فأشفق الجميع على حالها باحثين لها عن علاج دون جدوى،ولاكن حالتها شبه مستقره في الأيام الخاليه من المطر....
مسكين الدهج كان ولد صغير في مقتبل العمر حتى ماحد توقعله هذي النهايه بس شوه نسوي هذي دنيا،إنا لله وانا إليه راجعون.
eind the صـداالساحل
المظلوم..s.... R.... A
