2010-10-26
بيوت الحصن - -
موقعها صلاله/الحافه/بالقرب من مقر اليوان هي بيوت قديمه من زمن السلطان سعيد بن تيمور منحها لبعض من خاصه حاشيته تم ترميمها وإعادت إعمارها في عصر النظهضه لتضهر بمنظر يليق خصوصا وأنا تطل على موقع حكومي هام،هذه المنازل مزوده بتوصيلات الماء والكهرباء مجنانا أو من نفقة الديوان الخاصه،البيوت متجاوره ملتصقه ببعض كأن سكانها عائلة واحده فتقارب بيوتهم قارب قلوبهم وألف بينهم وأكثرهم تربطهم صله قرابه،ذكريات كثيره ظمها ذلك المكان،عند الصغار والكبار والنساء،كانت هناك مساحه حره إتخذها الأولاد ملعبا لكرة القدم وقت العصر،غالبا يتجمع الصغار مع بعضهم غالب الأحيان ليتبادلو الكلام واللعب،وهم غالبا ما يلعبون الألعاب الاكترونيه(البلايستيشن) معا،لاحظت على أولائك الأطفال التآلف والتوالف وانسجام خاص،قليلا ما يتشاجرون فيما بينهم وانما يشاجرون من يعتدي على أحدهم من غير حلتهم،طريقتهم هذه جيده ولاكن المشكله إذا احرف أحدهم تبعوه جميعا و أصاب أحدهم شيئ غالبا ينتشر بهم جميعا،ذات مره أصيب أحدهم بالجديعه أو الحميقا وهي حصبه موسميه تأتي مره واحده للشخص في العمر وهي معديه فسرعان ما انتشرت بينهم جميعا ليعيشو أحاسسيس،هذا بالنسبه لصبيان أما بالنسبه للبنات لاحظت جلوسهن يوميا وقت المساء عادة عند أبواب بيوتهن وتبادل الكلام والأغاني من هواتفهن،وغالبا بينهن زيارات فيما بينهن فتجمعهن صلت قرابة أو صداقه أو تآلف طبيعي،أما فئة الرجال فعادة يلتقون ليلا فقط وغالبا ما يتجمعون في منزل شخص كبير(الشيبه أبو؟؟؟)فيتجمعون في مجلس كبير خصصه للسهر مع أصحابه ويلعبون الجيم كارد(ورقه)أو بعضهم يلعب الكيرم ويتبادلون الحديث،أنا لم أكن من قاطني ولست من سكان هذه الحله ولاكني من الزوار فقط فغالبا ما نذهب لزيارت عائله تربطنا بها صلة قرابه ونجلس لساعات متأخره من الليل نقضيها في النقاش واللهو وعادة لعب الكيرم،وكنا في بعض المرات نذهب الى متجر مجاور أو كنتريا لنأخذ وجبه خفيفه للسهره أو إحضار كرت شحن أو غير ذالك وكان بالقرب من منزلهم منزل قديم مهجور تقول النساء الكبار سنا اللواتي في هذا المجمع انه مسكون بالجن والأشباح ولاكننا إكتشفناه مسكون بالأشقياء الذين يراودونه خلسة لإحستاء السجائر خفيه في أول الليل،مراهقين يعيشون قصص غرام آخر الليل،فكم من قصص قديمه وحديثه جرت في تلك الحله وكم ناس كونو معارف بفظل هذا المجمع السكني،وكم من ناسأتو وذهبو صراحه بيوت تحكي حكايات طويله عبر الزمن،وذكريات ليست كالذكريات أيام لا تتعوض أذكر الأخ العزيز ذكرناه بالخير -أحمد الزئبق- كان يراود تلك المنازل كان له صديق هناك وكان أحيانا يعمل في باص لتوزيع الكماليات صاحبه قريب من بيوت الحصن،فقد رأيته ذات مره عند بيت مهجور خارجا يتكلم في جهازه النقال بينما أنا متجه للعائله الصديقه
فسلمت عليه فكنت أنتظره قليلا حين(مر جني)فقال الى أين فأخبرته فقال إذهب سألحقك عندما أنتهي،فمرت الأيام وضلت تلك البيوت شامخه عامره راقيه،في وجه التحديات وكانت لها طابع مميز وأعياد بها مختلفه شئا ما وبها رائحه خاصه كنت ألاحظها كلما أتيتها،ماذا أذكر عن تلك البيوت كيف بالإمكان أن توصف،كأنها مدرسه بها صفوف وقاعه ومقصف،أو كأنها حاره قديمه ومنازل أثريه،ظلت كذالك إلى أن أصدر فيها قرارا بتدميرها وإتخاذ أرضها للديوان وتعويض مالكيها،ونزع الملكيه الشخصيه للمصلحه،فمنذ ذالك القرار بدأت تزداد ظلمة المكان فكل يوم يختفي ضوء مصابيح بعضها وزادت وحاشته والناس قلت إلى أن ذهبو جميعا(لا إلاه إلا الله مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك من يشاء وهو على كل شئ قدير)
فأضلمت البيوت جميعا في الليل وزادت بها الآفات وصارت مأوى للثعابين والقطط والكلاب ووجهه للحثاله(الهنود)الذين قصدوها للبحث عن بعض المخلفات ليستفيدو منها بعضها خشبيبيه وأكثرها معدنيه أنا ذهبت في مره لأراها أو لغرض آخر فوجهت الجدران أصبحت بها خطوت محفوره بفعل إخراج الأنابيب والاسلاك منها حتى المراحيض - أعزكم الله - تم إخراجها ونقلها عدا التي انكسرت أثناء الإخراج تركت مكانها والصنابير وبعض المفروشات،بغرض تنضيفها وبيعها لإعاده الاستخدام،لم تبقا كذالك كثيرا الى أن جاءت معدات البناء التي هدمتها وساوتها بالأرض لمحي أثرها نهائيا وجاءت معدات أخرى وأخذت رفاتها بعيدا لتكون تلك المنطقه كأن لم تعمر ولم تسكن من قبل،وانتقل ساكنيها سابقا كل في مكان كانو جمعا صارو شتاتا،كان بالقرب من البيوت محل مواد غذائيه ولاكنه لا ينتمي لها،لم يهدم بالطبع ولاكني لحظت تدهورا في مستويات مبيعاته ولم يعد وجهة نظر الطامعين في شرائه للإستفاده من موقعه لقد أصبح زواره أقل رغم أنه يشرف بطلته على السوق،هكذا طوينا صفحة بيوت الحصن وما يتعلق بها فلم يبقا لها سوى الذكرى وقد بدأت بعض الحكايا بالتكون ومنها ما تم إتمامها وإكمالها ومنها ما ترك هكذا بدون تتمه وتركت للزمن مهمة إكمالها للزمن وتركت فرشاة لوحات لم تكتمل،بالطبع يتاثر من يمر هناك ويلاحظ السكون بعد أن كان بالمكان من يربي طيور وكانت الحمامات تقف على أسلاك الكهرباء وكنا نشاهد أحيانا أشخاص يتجمعون فوق أحد السطوح يدخنون الأرجيله(الشيشه)فتغير المكان بعد أن كان عام ثم تحول الى هزاز ثم أصبح صامت.
هذا وتحياتي لمن سكن ذالك المكان أينما كان وهذا المقال أحس أنه قلب ذكريات قديمه في خاطري وأحس بأني لم أكتبه وإنما إحساسي كتبه .