قلـوب لا تعـرف الحـب
المقـدمـة
..إنها محاولة منا لمعرفة الحقيقة, لسبر أغوار ذلك السر الغامض - الذى لا يعرفه أحد- وفتح أبواب تلك الكهوف المغلقة, والسراديب المعتمة داخل قلوب وعقول كل منا.
الحب لغة سماوية خالدة, تضم جميع نغمات الكون. أنه غازٍ صامت وساكن أبدى . لذة لا تدانيها لذة فى الوجود. إنه سر تدركه أرواحنا وتفرح به أفئدتنا؛ أما عقولنا فتقف حياله تائهة , حائرة ؛ تحاول تحديده وتجسيده والسيطرة عليه.
الحب هو ذاك المرض العضال الذى لا نرجو منه شفاء. إنه يقتحمنا عنوة ويدخلنا بغتة. بعنف وقوة وبأس وإصرار. بلا سابق تمهيد أو سالف إنذار . يدهمنا كعاصفة , كحريق , كبركان, كإعصار. فنقف حياله حيارى خائفين. فنحن لا نملك أن نتكيف معه فى التو واللحظة. لا نقدر أن نتعايش معه فى سلام واستسلام. لا نقدر أن نعترف بسلطته على قلوبنا. نفكر كيف نقاوم هذا الحب؛ هذا التمكن والاقتدار؛ هذا الصراع الهائل, الرائع, العظيم.
الحب يعلمنا حب الحياة , حب الذات دون أنانية. يحثنا أن نمنح الآخرين أحسن ما عندنا, أجمل ما فينا. أنه يهذبنا. يرهف مشاعرنا, يرقق أحاسيسنا. يجعلنا نستمتع بوجوده , بعذابه, بأرقه وسهاده. بروعته وجماله.
الحب قادر أن يغيرنا, يبدلنا, يفتّح مداركنا . يرقى بنا ينسينا قسوة حياتنا. يجمّل أيامنا. بالحب نكتشف أشياء أخرى جميلة وبديعة مكنونة داخلنا. أشياء لم نكن ندركها من قبل. يجعلنا نشعر حين ينفذ إلي أنفسنا ؛بأننا الأفضل ,الأروع, الأبدع , الأجمل, و الأقوى.
...هذه قصة مثل مئات القصص. قد تحدث لى أو لك , له أو لها..؟! إنها قصة حب ـ أو ما يطلق عليه حب فى هذه الآونة- تحدث بين قلبين شابين. يريد كل منهما أن يفرض سيطرته , ويشعر بسطوته على قلب الآخر. بكل ما تحمله تلك القصص من شد وجذب وعناد وخصام وانتقام. - فى الكثير من الأحيان..!!-
دعونا لا نستبق الأمور. لنحاول معرفة التفاصيل , ولا نتسرع فى الحكم على أبطالها؛ حتى بعدما نصل إلى كلمة النهاية- فربما لا تكون النهاية ؛ ربما كانت هى البداية لقصة جديدة, أو قصص عديدة..؟!- لنبدأ العيش مع الأبطال والتنصت على أحاديثهم, والتجسس على لقاءاتهم- دون أن يلحظوا وجودنا- إياكم والهمس . لنحبس الأنفاس ,ولتتابعوا معى توالى الأحداث.
منقووووووووووووووووووول